نصيحة طبية مهمة - مدونة مجمع الكحال الطبي

القرنية المخروطية وكيفية علاجها

القرنية المخروطية وكيفية علاجها

القرنية المخروطية وكيفية علاجها

هل تعلم أن معدل انتشار القرنية المخروطية في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية يبلغ 87.3 حالة لكل 100.000 شخص وبنسبة حدوث 28.47 لكل 100.000 حالة. 

 

لهذا السبب، في هذا المقال، سنتعمق في عالم القرنية المخروطية، ونتعرف على أشهر أعراض القرنية المخروطية خطورة، وكيف يمكن التعامل معها، وطرق علاج القرنية المخروطية المتاحة في مركز الكحال الطبي، مع التعرض أيضًا إلى أشهر عوامل وأسباب القرنية المخروطية.

 

ما هي القرنية المخروطية؟

القرنية هي الطبقة الخارجية الشفافة الموجودة على سطح العين، والتي لها دور هام في الرؤية وإدراك ما نراه، حيث تساعد على انكسار الأشعة الضوئية الداخلة إلى العين بطريقة صحيحة تجاه مكان تجمعها المفترض على الشبكية (جزء من العين يحتوي على الخلايا العصبية التي تنقل الإشارات البصرية إلى المخ)، ومن ثم انتقالها إلى المخ لإدراك ما تراه العين.

 

تحتوي القرنية على ألياف الكولاجين وبعض البروتينات التي تحافظ على تماسك القرنية وتعطيها شكلها الكروي المميز، لكن قد يحدث لسبب ما أن تضعف تلك الألياف أو تفقدها العين، فيحدث ما يسمي بـ القرنية المخروطية، فما أسباب القرنية المخروطية التي تسبب ضعف لألياف الكولاجين؟

 

لذا يمكن أن نصف القرنية المخروطية أنها حالة مرضية تحدث نتيجة ترقق القرنية بسبب ضعف ألياف الكولاجين؛ مما يسبب بروز القرنية إلى الخارج متخذة شكل مخروطي، وبالتالي ضعف قدراتها الوظيفية في عملية انكسار الضوء تجاه الشبكية، مما ينتج عنه اضطراب في الرؤية والنظر، وتشوش رؤية الأشياء بالأخص الأشياء البعيدة، وبعض أعراض القرنية المخروطية الأخرى التي سنتناولها فيما بعد.

 

عادةً ما يحدث الاضطراب القرنية المخروطية في أواخر سن المراهقة ويتفاقم تدريجيًا حتى بلوغ الـ30 عامًا، كما أنه يمكن أن يصيب عين واحدة فقط أو كلتا العينين معًا، ويختلف علاج القرنية المخروطة من حالة إلى أخرى حسب حدة الحالة.

 

مراحل القرنية المخروطية

وتتخذ القرنية المخروطية عدة مراحل تدريجية تبدأ من الطفيف وحتى الحادة، وهي:

  1. المرحلة المبكرة: وتُكتشف صدفة أثناء فحص العين، إذ إنها لا تسبب أعراض القرنية المخروطية المعروفة.

  2. المرحلة المتوسطة: تبدأ أعراض القرنية المخروطية الطفيفة في الظهور في تلك المرحلة.

  3. المرحلة المتقدمة: في تلك المرحلة تزداد حدة الأعراض ويضعف النظر تدريجيًا.

  4. المرحلة الحادة: هي أخطر المراحل التي يمكن أن تصل إلى فقدان الرؤية تمامًا، لذا يُنصح بسرعة علاج القرنية المخروطية حتى لا تصل إلى تلك المرحلة.

 

ما هي أعراض القرنية المخروطية؟

تختلف أعراض القرنية المخروطية باختلاف شدة المرض، ومنها أشهر الأعراض:

  • تشوش الرؤية خاصةً مع الأشياء البعيدة.

  • التحسس تجاه الضوء الساطع، ورؤية هالات حوله.

  • صعوبة الرؤية ليلًا.

  • الصداع.

  • تهيج العين والشعور بالحكة الشديدة بها.

  • تدهور حالة البصر تدريجيًا.

 

إذا لاحظت أحد تلك الأعراض، أو بعضها معًا، فلا بد من التوجه إلى الطبيب لاستشارته في علاج القرنية المخروطية، إذ أن العلاج المبكر لها قد يحسن الحالة دون أن تتفاقم.

 

تعرف على أشهر أسباب القرنية المخروطية

كما شرحنا من قبل أن السبب الرئيسي في تكون الشكل المخروطي للقرنية هو ضعف ألياف الكولاجين أو فقدانها، وعلى الرغم من أنه لا يوجد سبب محدد معروف إلى الآن لحدوث ذلك إلا أن الخبراء يرجحون بعض العوامل التي قد تكون سببًا في هذا، وهي:

  • وجود تاريخ عائلي لإصابة أحد أقارب الدرجة الأولى بأعراض القرنية المخروطية.

  • الولادة بخلل جيني أو ظهور طفرة جينية يمكن أن يسبب ضعف ألياف الكولاجين الموجودة في القرنية.

  • فرك العين بقوة، ويُعد من أشهر أسباب القرنية المخروطية، لذا يجب الحذر من الفرك الشديد للعين.

 

كما أن هناك بعض العوامل الأخرى التي تحدث نتيجة الإصابة ببعض الاضطرابات، مثل:

  • متلازمة داون.

  • متلازمة إيلر دانلوس.

  • متلازمة مارفان.

  • حمى القش، والتهاب الأنف التحسسي.

  • الربو.

  • إكزيما الجلد (التهاب الجلد التحسسي أو التأتبي).

  • الاضطرابات الخلقية، مثل: الأنيريديا (انعدام القزحية)، وهو مرض يؤثر على الرؤية لعدم اكتمال تكون قزحية العين ( وهي الجزء الملون المحيط ببؤبؤ العين).

 

تنبهنا تلك العوامل على ضرورة المحافظة على الزيارة الروتينية للطبيب لفحص العين دون إهمالها، إذ أن أعراض القرنية المخروطية قد لا تظهر في البدايات، ولكن يساعدك الفحص الدوري على اكتشافها مبكرًا ومن ثم اختيار علاج القرنية المخروطية بسيط دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.

 

ما المضاعفات المقترنة بالقرنية المخروطية؟

يمكن أن تتفاقم أعراض القرنية المخروطية مسببةً بعض المضاعفات الخطيرة، مثل:

  • ظهور ندب على القرنية وتورمها، مما يؤثر على وضوح الرؤية.

  • استسقاء القرنية: أي امتلاء القرنية بالسوائل مع ازدياد حجمها وتورمها.

  • حلقات فلايشر: أي ترسب جزيئات الحديد في هيئة حلقات داخل القرنية، مما قد يسبب فقدان الرؤية.

  • تطور فقدان الرؤية إلى انعدامها تمامًا.

 

هل يمكن علاج القرنية المخروطية؟

بالطبع يمكن علاجها، لكن تختلف طرق علاج القرنية المخروطية حسب حدة أعراض القرنية المخروطية نفسها وسرعة تفاقمها، ويمكن أن يكون العلاج بالنظارات الطبية أو العدسات اللاصقة فقط، أو ربما يحتاج إلى التدخل الجراحي، ويحدد طبيب العيون وحده العلاج المناسب لحالتك.

 

  • النظارات الطبية والعدسات اللاصقة

هي أبسط طرق علاج القرنية المخروطية، إذ أنها تستخدم في المراحل المبكرة، وغالبًا ما يكون استخدامها طويل الأمد لتحسين الحالة، ومنعها من التدهور، ويختلف نوع العدسات المستخدمة من صلب أو لين حسب حالة القرنية نفسها، ويحدد الطبيب النوع الأنسب في العلاج.

 

عادةً لا توجد آثار جانبية خطيرة مع استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، ربما فقط تشعر باحمرار في عينيك، أو التهابها، لكن سرعان ما تختفي تلك الأعراض بالقطرات المناسبة.

 

  • تثبيت القرنية بالكولاجين (ربط القرنية التصالبي بالكولاجين)

هي أحد تقنيات علاج القرنية المخروطية التي تستخدم لتقوية الروابط بين ألياف الكولاجين والبروتينات لاستعادة شكل القرنية الطبيعي، وبالتالي تحسين أعراض القرنية المخروطية الظاهرة، والحد من تدهورها، وتتم تلك التقنية من خلال توجيه الأشعة فوق البنفسجية إلى العين، بعد وضع قطرات من فيتامين ب2 لمدة 30 ثانية، ويمكن أن يستخدم الطبيب بنج موضعي مع هذه التقنية.

 

لكن من المحتمل ظهور بعض الآثار الجانبية مع تلك التقنية، مثل:

  • ألم العين والتهابها.

  • جفاف العينين.

  • العدوى.

  • أو قد يفشل العلاج بتلك التقنية وتزداد حالة القرنية سوءًا.

 

  • زرع حلقات بلاستيكية في القرنية

وهي أحد أنواع علاج القرنية المخروطية بالتدخل الجراحي، التي يُزرع فيها حلقات بلاستيكية على شكل حرف C، لمحاولة استعادة شكل القرنية الكروي بدلًا من المخروطي، لكن قد يصاحبها ظهور بعض الآثار الجانبية، وهي:

  • العدوى.

  • ضعف البصر.

  • صعوبة الرؤية مع الضوء الساطع.

 

  • زرع القرنية

وهي أخر الحلول التي يلجأ لها الأطباء في مجمع الكحال الطبي، وغالبًا ما تستخدم لعلاج أسباب القرنية المخروطية المستعصية، وفيها يتم استبدال القرنية المصابة بأخرى سليمة من متبرع، لكن من المحتمل أن تفشل زراعة القرنية، أو يُصاب المريض بالعدوى، أو الجلوكوما "الزرق أو المياه الزرقاء على العين".

 

هل يمكن الوقاية من الإصابة بالقرنية المخروطية

على الرغم من أنه لا توجد طريقة تمنع الإصابة بها، إذ أن معظم أسباب القرنية المخروطية لا دخل لنا بها، إلا أنه يمكننا التحكم في بعض الأسباب، مثل تجنب فرك العين الشديد، الذي قد يتسبب في تغيير شكل القرنية إلى الشكل المخروطي.

 

ختامًا

إن اضطراب القرنية المخروطية حالة يمكن علاجها بطرق ووسائل عديدة، لكن الأهم أن نكتشفها مبكرًا؛ لذا قم بحجز جلستك للفحص الدوري في مركز الكحال الطبي، فسرعة اكتشافك لأعراض القرنية المخروطية المعروفة، يساعدك على منع تدهور الحالة والحفاظ على بصرك سليمً، من خلال تحديد الطبيب أسباب القرنية المخروطية في حالتك، يمكنه اختيار علاج القرنية المخروطية الأنسب لك.




قسم العيون
إحجز موعدك الآن