ما لا يفطر الصائم في رمضان
شهر رمضان له قدسية كبيرة في دين الإسلام، حيث ورد في الحديث عن أبي هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما حضر رمضان: “قد جاءكم شهر مبارك، افترض عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم” رواه أحمد والنسائي والبيهقي
أحيانا من كثرة تعظيم الناس للشهر الكريم، يختلط عليهم الأمر ما بين المفطرات وغير المفطرات في رمضان، لذلك سوف نذكر فيما يلي ما الذي لا يفطر في رمضان:
صيام شهر رمضان هدفه تزكية النفس، ومنعها من الشهوات المباحة، حتى يستطيع المسلم التحكم في ذاته أمام الشهوات الغير مباحة، ويبدأ ذلك بالامتناع عن الطعام والشراب في نهار رمضان، ولكن إذا أكل أو شرب الشخص بدون قصد فهو غير مفطر.
وهذا ما ورد في الحديث، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) رواه مسلم، ولم يفرِّق الرسول عليه الصلاة والسلام بين صوم الفرض وصوم النافلة، وما يقوله العامة من أن النسيان يبطل صوم النفل، ولا يبطل صيام الفريضة، لا أساس له من الصحة.
من الجدير بالذكر أيضا في هذا الجزء، هو أن تذوق الطعام من أجل تحضير الإفطار ليس من المفطرات، لأن التذوق يأتي من الجزء الأمامي في اللسان.
لذلك يجوز للمرأة أن تتذوق الطعام عند الضرورة، وصيامها صحيح ما لم تتعمد ابتلاع شيء منه، بل ولها ثواب أكبر حيث ورد عن زيد بن خالد الجهني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا".
عادة ما يحدث القيء بدون قصد من الشخص، ومن المفترض أن الصيام فيه راحة للأمعاء، ولا يوجد ما يدفع للقئ، ولكن إذا حدث بدون عمد فهو غير مفطر، أما إذا كان عن عمد، من خلال وضع الإصبع في الفم، أو مشاهدة شيء محفز له، يكون مفطرًا، ويجب القضاء.
هذا ما ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الحاكم.
التبرج في الإسلام بوضع مستحضرات التجميل ممنوع، إلا إذا كانت للزوج، أو إذا كانت المرأة وحدها أو مع صديقاتها، وللنساء قدر من الزينة مسموح به عند الخروج، بشرط ألا يكون مبالغًا فيه، وأن تلتزم المرأة في مجمل مظهرها بقواعد الزي الإسلامي.
لذلك استخدام المكياج لايفطر في رمضان، طالما كان في حدود المسموح به عموماً، ولكنه غير مستحب لأنه قد يثير الشهوة لدى الزوج، والأصل في الصيام هو تجرد الإنسان من كل ما يثيره شهوته، حتى لو كانت حلالا.
أما عن الكريمات ومستحضرات العناية بالبشرة فهي لا تفطر، طالما أنها توضع على الجلد، ولا تصل إلى المعدة، وجدير بالذكر في هذه الحالة مرطب الشفاه، لأن في حالة ابتلاعه يفطر، ويجب القضاء.
بلع الدواء أو شربه ممنوع طبعا، وكذلك تناول الحقن المغذية في النهار يفطر، ويمكن تلخيص ما لا يفطر في رمضان من الأدوية في نقاط كالتالي :
أجهزة الاستنشاق
بخاخات / قطرات الأنف
غسول الفم أو بخاخ الفم أو الغرغرة
أقراص نيترو جلسرين توضع تحت اللسان
الحقن - باستثناء التغذية الوريدية
المواد التي يمتصها الجلد (على سبيل المثال؛ اللصقات الطبية والمراهم والكريمات)
قطرة الأذن والعين
غالبًا ما نكذب أو نلعن أو نسيء التصرف دون أن ندرك، وكذلك الاستماع إلى الموسيقى، وسواء كان المرء صائماً أم لا، فإن المسلم محكوم بشدة بهذه الأفعال، وبالتالي فهم لا يفطرون، لكن الانخراط في مثل هذه التصرفات، يحرم الإنسان من الثواب ومغفرة الله، لأن الصوم ليس فقط في الإمساك عن الأكل والشرب.
والحل أن يتدارك المرء نفسه أولا بأول، ويستغفر ربه، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشتم وكافة أنواع الجهل، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم إني صائم.
بعض الإجراءات الطبية التي يجريها طبيب الأسنان لا تفطر، مثل حشوات الضروس أو الخلع أو تنظيف جير الأسنان، بشرط ألا يبتلع الشخص الصائم أي شيء أثناء إجراء العلاج.
والأمر نفسه بالنسبة لإدخال القسطرة عبر الأوعية الدموية لأغراض الفحص، مثل إجراء تصوير الأوعية الدموية لفحص القلب، وكذلك تنظير البطن، أي الفحص الداخلي باستخدام أداة، يتم إدخالها عبر جدار البطن، لفحص الجزء الداخلي من الجسم، كل هذه أمور لا يفطر بها الصائم.
لا يوجد ثواب أعظم من صيام شهر رمضان، والأصل في الصيام هو الامتناع عن الشهوات، وليس الطعام والشراب فقط، لذلك يجب أن ننتبه إلى ما يفطر وما لا يفطر، لكي نصوم بدون أن نشق على أنفسنا، لأن الإسلام يسر وليس عسر.